
وصيتي العلمية
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى، ونستعينه ونستهديه، ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأقسم بالقلم، وبالحرف، “ن، والقلم وما يسطرون”، فإن الله أقسم بالقلم وبما يسطرون، فإن قلمًا لا يكتب لا فائدة له، فما يكتبه هو ثمرته، وفي مجال العلم فإنه تتشرف الأقلام التي في أيدينا، ويتشرف الممسك بالقلم، فالقلم وما يسطر في الحياة وعن الحياة دائرة معارف، والقلم عنوان شرف ورمز على العلم والكتابة والقراءة، فهو آلة العلم والتعليم، ومناط العالم والمتعلم، وإن تسجيل ما يسطره القلم لهو من المهام الجليلة والعظيمة.
ومن هنا كان تفكيري من خلال ما كتبت أن يكون ذلك وقفًا لوجه الله تعالى، مجموعًا ومنسقًا ومطبوعًا، وأسميته “وقف القلم ـ الأعمال الكاملة” أجمع فيه شتات الأعمال والأفكار التي قمت على كتابتها طيلة حياتي الأكاديمية والبحثية والفكرية والعلمية، بهدف الإتاحة المباشرة والمجانية ونشر العلم وعدم كتمانه، أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون خالصا لوجهه الكريم، وأن يعود على من لمن يقرأه بالنفع العميم.
أفتتح هذا العمل بدعاء لله سبحانه وتعالى أن يجعله طاقة نور مضيئة؛ لمعرفة أنقى، ولعلم أرقى؛ ينهض بهذه الأمة وعيًا وسعيًا، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن أكون من هؤلاء الذين أشار إليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له”؛ فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون مشروع وقف القلم “علماً ينتفع به”، وأقوم بوقفه لله تعالى من خلال إتاحته على موقع إلكتروني، فيكون صدقة جارية يتمثل في جريان نفعه ومنفعته، وأرجو كذلك من الله سبحانه وتعالى أن يقيد لي الولد الصالح الذي يدعو لنا بالتوفيق والسداد لهذا العمل، وإن ولدي الصالح لا يقتصر فحسب على أبوة النسب والنسبة، ولكن على امتداد هذا العلم لطلابي وتلامذتي، ذلك أنني تعلمت منهم كما علمتهم؛ والعلم رحم بين أهله.
هذه وصيتي العلمية بعد عمر قضيته في طلب العلم من مراحل حياتي المختلفة، أقول وبحق أنني أحمد الله سبحانه وتعالى أن مّن عليّ بنعم كثيرة، كما أنني شديد الامتنان لكل من علمني حرفًا وصرت به حرًا، ونهلت من علمه فصار لي ذخرًا، وأشهد الله أنني ما سطرت كلمة إلا واستشعرت المسؤولية عنها، والأمانة فيها، وعبرت من خلالها عن مواقفي التي استمسكت فيها معتصمًا بالله سبحانه وتعالى فأمدني بثبات على الحق والعدل لا بعمل مني ولكن بتوفيق وسداد منه سبحانه، إنه على ما يشاء قدير.
الفقير إلى عفو ربه
سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل حسنين
الجمعة 04 شعبان 1444هـ
الموافق
24 فبراير 2023م