
يبدو لنا في إطار دراسة نظرية المؤامرة وارتباطها بتفسير التاريخ أن يكون ذلك ضمن عمليات اتهامية متبادلة بين
أنساق فكرية مختلفة، فإن غالب نظرية المؤامرة يقع –على ما يرى الليبراليون – عند تلك الأنساق الأيديولوجية الأقرب
ما تكون إلى “الإغلاق” أو “التعبئة” ومن هنا فإن فكر المؤامرة قد ينشر بين أصحاب الأنساق الأيدلوجية “القومية”
أو الأنساق الفكرية “الإسلامية”. المؤامرة تملك حجية سحرية في الوصف والتفسير للتاريخ. وكأن التفكير المؤامرتي
يختص بهذين التيارين دون غيرهما، وكأن الفكر الليبرالي سواء مثله اتجاهات عربية أو شكل له الغرب الامتدادات
الفكرية، براء من أي شبهة ضمن هذا المسار في التفكير أو التدبير. رغم أن الاتهام بالمؤامرة لا يقتصر على
خطاب العاجز والضعيف أو المغلق أو الأيدلوجي بل إن توجهات ليب ا رلية يمكن أن تمارس هذا النوع والنمط من
التفكير.
وفي واقع الأمر فإن المؤام
والحديث بها أو الاتهام النابع منها ربما يتأتى من عناصر تملك القوة، وإذا كان من المبرر أن يستخدم العاجز تفسير -وربما تبرير- المؤامرة، فإن الإنسان ليستغرب: لماذا يمارس القوى هذا النمط وذلك الاتهام.. وربما هذا الوصف؟