إن السنن كعملية منهجية تتعلق بعناصر تجريبية والنظر في التاريخ كمعمل تجارب يحقق مقصود الاعتبار والعبرة
فالسير سير غاية (التعرف على العاقبة) وسير عناية (النظر والفحص)، والنظر هنا عملية تجنب الفاعل الحضاري موقف الترقب والانتظار، فبين النظر كمنهج والانتظار كطريقة لمواجهة الأحداث بون واسع، فالوعي بالمحصلة أو العاقبة لا يعني انتظارها.

  • ومن أهم أصول التكوين المنهجي النابع عن السنن هو الشك النقدي والذي يتضمن بدوره أربعة أمور أساسية
    تتطلب من الإنسان المراجعة:
  • أن هناك خللا في البناء الكلي للفكرة.
  • أن هناك سببًا أو مجموعة من الأسباب تضافرت على إحداث الخلل وإبعاد الفكرة (أو الوعي السنني) عن
    الصواب.
  • أن الزواية التي نظر منها صاحب الفكرة إلى فكرته كانت ذاتية مضللة.
    وتكاد هذه الأسباب الأربعة تلخص الموقف النقدي العام الذي يصطنعه جمهرة الناس في ظل هذا التصور، فإن
    السنة إذ تشير إلى أصول منهج نظر، فإنها في ذاتها تتطلب أو تستلزم منهجًا للنظر يتعرف عليها، ويستنبط أنواعها
    وغير ذلك من أمور حول السنن وطرائق التعامل معها.