
يشير عنوان هذا البحث إلى أربع كليات أساسية:
الأولى: “الاتجاهات” وهى تشير إلى خريطة تستوعب التوجهات الكلية وتسكينها ضمن خريطة توضح إسهاماتها المتنوعة فى مجال البحث وموضوعه.
الثانية: “فى دراسة” وهى تشير إلى “المنهجية” بمستوياتها المتعددة وبما تشمتل عليه من رؤى فلسفية، وتوظيف المصادر، وأدوات منهجية، وأطر تحليلية الدراسة هنا تعنى بالمنهج باعتباره شقين، شق فى “التنظير” يبحث فى بنية المنهج اللائق لدراسة القضايا المتنوعة فى مجال البحث وموضوعه، وشق يرتبط بالتطبيق بما يشير إلى مناهج “التعامل” و”التناول” الفعلى بالتطبيق على بعض الموضوعات أو واحد منها فى إطار اهتمامات الحقل على تنوعها وتجددها فى إطار ما يحدث من أقضية، وما يتجدد من أطروحات.
الثالث: “الحديثة” هى وصف للخريطة المتعلقة بالاتجاهات، وهى تخرج فى هذا الإطار التعرض للاتجاهات “القديمة” أو “التقليدية”، إلا بمقدار ما يوضح معنى “الحداثة” أو “التجديد” فى تناول هذه الاتجاهات.
إلا أن وصف الحديثة من الأوصاف التى يُختلف عليها فى هذا المقام فماذا يعنى بوصف الحديثة فى إطار عنوان كهذا لهذه الد ا رسة التى تستهدف المسح لجملة الاتجاهات على تنوعها وتجددها.
الحداثة هنا تشير إلى المعنى الزمنى المحض الذى يُعرف إج ا رئيا فى إطار الخبرة الزمنية (المواد الحديثة)، حديث هنا يكون بمعنى recent .
الحداثة هنا أيضا قد تشير إلى معنى المذهب أو الحالة، وقد تشير إلى معنى الحديث أى modern ، ويتحرك الوصف للإشارة إلى post-modern .
الحداثة هنا قد تشير إلى المعنى الذى عبر عنه فيلسوف العلم توماس كون حول معنى تغير النماذج وتحولها paradigm change and shift ، ويبدو وصف كون فى هذا المقام لهذه العملية بعدا مهما فى فهم الحديث، ذلك أننا بصدد التعامل مع تطو رات فى حقل معرفى وهو “الفكر السياسى الإسلامى” .
الحداثة تشير إلى معنى الت ا ركم المعرفى فى إطار عملية تطوير للأطروحات السابقة بحيث تتوافق مع الزمن فى إطار طرحه لأدوات متجددة يمكن تطبيقها فى الحقل إلا أن حديثها فى هذا المقام موصول بقديمها ، وتجديدها موصول وممتد فى سابقه. الت ا ركم المعرفى عملية مقصودة هدفها البناء، يضع كل من ينتمى إلى الجماعة العملية لبنة فى هذا الصرح المعرفى يتأكد من خلاله نمو المعارف وتطور استيعابها والتمكين للآثار الذى يتركها ذلك التطور المعرفى على نحو تراكمى.
الرابعة: وهى تشير إلى الكلية الدالة على الحقل محل البحث “الفكر السياسى الإسلامى” والذى لو حاولنا تعريفه بتفكيك مفرداته، والتوصيف لأهم سماته، والتصنيف لمعظم عناصره ومجالاته الفرعية والمشتقة، والتوظيف المتعلق بأهداف هذا الحقل فى البنية المعرفية عامة لعلوم السياسة، ومقاصده التى تخصه فى إطار التعرف على الحقل عامة وخ ا رئطه بما يحقق الأهداف المعرفية والبحثية فى هذا المقام.